مجلة سيادة العدد الرابع: هذا من عمل البنك والصندوق..40 عامًا من التخريب النيوليبرالي لسيادتنا الغذائية

البنك العالمي وصندوق النقد

على مدار العقود الأربعة الماضية، صمّم صندوق النقد الدولي والبنك العالمي حزمة من السياسات “النيوليبرالية” لتطبيقها على بُلدان المنطقة العربية/شمال أفريقيا/ الشرق الأوسط، جاء على رأسها تحرير قوى السوق من تدخلات الدولة التي كانت تلعب دورًا مركزيًا في الاقتصاد، وخصوصًا في الزراعة، وكانت أبرز هذه الآثار هي دمج عنيف للريف في علاقات الإنتاج الرأسمالية، والتخفيض الحاد للدعم المُقدَّم إلى الزراعة، والتحوُّل من الإنتاج الزراعي، بهدف توفير الاحتياجات المحلية، إلى الإنتاج من أجل التصدير، أي باختصار: تقويض الزراعة المعاشية / الأسرية.

ظهرت نتائج هذه السياسات في إدماج – بدأ منذ الاستعمار- اقتصادات المنطقة في الاقتصاد العالمي من موقع التابع المَنُوط به تلبية احتياجات السوق الرأسمالية العالمية، عبر التركيز على زراعة المحاصيل الأُحادية، والالتزام بمتطلبات الذوق العام الغربي.

في الوقت نفسه دافعت الشركات متعددة الجنسيات عن تلك السياسات وساهمت في إقرارها بقوة الدول ومنظوماتها التشريعية والتنفيذية، بحكم انحياز “النيوليبرالية” إلى المزارع الرأسمالية التي استنزفت الموارد البيئية، من أرض وماء، في مواجهة المزارع الأُسَرية، وكسبت تلك الشركات الجولة ضد الفلاحين/ات، بفضل امتلاكها الرأسمال والنفوذ والأدوات التي تساعدها على التحكُّم في الإنتاج والتسويق.

من أجل تعريَّة هذه السياسات والكشف عن آثارها الاجتماعية والاقتصادية والبيئية… يأتي هذا العدد الرابع من مجلة سيادة، بالتزامن مع عقد المؤسستين الماليتين صندوق النقد الدولي والبنك العالمي اجتماعهما لسنة 2023 في المغرب بمدينة مراكش في شهر أكتوبر، بينما تمثل هذه الاجتماعات فرصة للحركات الشعبية وقوى النضال الاجتماعي من أجل التشهير بآثار سياسات هذه المؤسسات على مستقبل الفِلاحة في المنطقة العربية وشمال إفريقيا والشرق الأوسط، وما تغرسه من بذور التبعية والارتهان بالسوق العالمية وتدمير الفلاحة المحلية.

مشاركة الحركة الزراعية / سياق في مقال في العدد الثالث لمجلة سيادة

لبنان: التغيرات المناخية وحلول الفلاحة الإيكولوجية – الحركة الزراعية لبنان / سياق

العدد الثالث صفحة ٢٦